الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

{ ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ } في الكلام متروك استغنى بدلالة الظاهر عليه ، مجازه : فأُجيبوا أن لاسبيل إلى ذلك وهو العذاب والخلود في النار ، بأنه إذا دُعي الله وحده في الدُّنيا كفرتم به وأنكرتم أن لا تكون الإلهية له خالصة ، وقلتم أجعل الإلهة إلهاً واحداً { وَإِن يُشْرَكْ بِهِ } غيره .

{ تُؤْمِنُواْ } تصدقوا ذلك المشرك . وسمعت بعض العلماء يقول : وإن يشرك به بعد الرد إلى الدُّنيا لو كان تؤمنوا تصدقوا المشرك ذكره بلفظ الإستفهام . نظيره قوله تعالى :

{ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } [ الأنعام : 28 ] { فَالْحُكْمُ للَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ } .