النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

قوله عز وجل : { ذلكم بأنه إذا دُعي الله وحده كفرتم } أي كفرتم بتوحيد الله .

{ وإن يُشرك به تؤمنوا } فيه وجهان :

أحدهما : معناه تصدقوا من أشرك به ، قاله النقاش .

الثاني : تؤمنوا بالأوثان ، قاله يحيى بن سلام .

{ فالحكم لله } يعني في مجازاة الكفار وعقاب العصاة .

{ العلي الكبير } إنما جاز وصفه بأنه علي ولم تجز صفته بأنه رفيع لأنها صفة قد تنقل من علو المكان إلى علو الشأن والرفيع لا يستعمل إلا في ارتفاع المكان .