ثم أجاب الله سبحانه عن قولهم هذا بقوله : { ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ( 12 ) }{ ذَلِكُمْ } مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي الأمر ذلكم ، أو مبتدأ خبره محذوف ، أي ذلكم العذاب الذي أنتم فيه { بِأَنَّهُ } أي بسبب أنه { إِذَا دُعِيَ اللَّهُ } في الدنيا { وَحْدَهُ } دون غيره { كَفَرْتُمْ به } وتركتم توحيده { وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ } غيره من الأصنام أو غيرها { تُؤْمِنُوا } بالإشراك وتصدقوا به ، وتجيبوا الداعي إليه فبين سبحانه لهم السبب الباعث على عدم إجابتهم إلى الخروج من النار ، وهو ما كانوا فيه من إشراك غيره به في العبادة التي رأسها الدعاء ، وترك توحيد الله .
{ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ } وحده دون غيره وهو الذي حكم عليكم بالخلود في النار ، وعدم الخروج منها فتعذيبه لكم عدل نافذ { الْعَلِيِّ } المتعالي سلطانه عن أن يكون له مماثل قي ذاته وصفاته فلا يرد قضاؤه { الْكَبِيرِ } الذي كبر عن أن يكون له مثل أو صاحبة أو ولد أو شريك فلا يحد جزاؤه ، وقيل : كأن الحرورية أخذوا قولهم : لا حكم إلا لله من هذا . وقال قتادة : لما خرج أهل حروراء قال علي : من هؤلاء ؟ قيل : المحكمون أي يقولون : لا حكم إلا لله ، فقال علي كلمة حق أريد بها الباطل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.