تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

الآية 12 وقوله تعالى : { ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ } قوله { ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ } أي ذلك المقت الذي ذكر والعذاب الذي نزل بكم إنما كان { إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ } أي كفرتم بتوحيده { وإن يُشرَك به } أي توحيد الله { تؤمنوا } به أي تصدقوا .

هذه الآية كقوله : { وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [ الزمر : 45 ] فهما بمعنى واحد ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ } قال قتادة : لما خرج أهل حروراء قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : من هؤلاء ؟ قيل المحكِّمون . قال قائل : هم القُرّاء ، قال [ رضي الله عنه ]{[18174]} : ليسوا بالقرّاء لكنهم العيّابون الخيّابون . قالوا : إنهم يقولون : لا حكم إلا لله ، قال علي رضي الله عنه : كلمة حق أريد بها باطل . وذكر : عُنِي بها باطل .


[18174]:في الأصل وم: عليه السلام.