مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

ولهذا جاء الجواب على حسب ذلك وهو قوله { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِىَ الله وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ } أي ذلكم الذي أنتم فيه وأن لا سبيل لكم إلى خروج قط بسبب كفركم بتوحيد الله وإيمانكم بالإشراك به { فالحكم للَّهِ } حيث حكم عليكم بالعذاب السرمد { العلى } شأنه ، فلا يرد قضاؤه { الكبير } العظيم سلطانه ، فلا يحد جزاؤه ، وقيل : كأن الحرورية أخذوا قولهم : لا حكم إلا لله من هذا . وقال قتادة : لما خرج أهل حروراء قال علي رضي الله عنه : من هؤلاء ؟ قيل : المحكمون . أي يقولون : لا حكم إلا لله ، فقال علي رضي الله عنه : كلمة حق أريد بها باطل .