تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِۦلَٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيۡفِ} (2)

{ لإيلافِ قُرَيْشٍ } أي : لائتلافهم واجتماعهم في بلدهم آمنين .

وقيل : المراد بذلك ما كانوا يألفونه من الرحلة في الشتاء إلى اليمن ، وفي الصيف إلى الشام في المتاجر وغير ذلك ، ثم يرجعون إلى بلدهم آمنين في أسفارهم ؛ لعظمتهم عند الناس ، لكونهم سكان حرم الله ، فمن عَرَفهم احترمهم ؛ بل من صوفي إليهم وسار معهم أمن بهم . هذا{[30554]} حالهم في أسفارهم ورحلتهم في شتائهم وصيفهم . وأما في حال إقامتهم في البلد ، فكما قال الله : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ } [ العنكبوت : 67 ] ولهذا قال : { لإيلافِ قُرَيْشٍ } بدل من الأول ومفسر له . ولهذا قال : { إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ }

وقال ابن جرير : الصواب أن " اللام " لام التعجب ، كأنه يقول : اعجبوا لإيلاف قريش ونعمتي عليهم في ذلك . قال : وذلك لإجماع المسلمين على أنهما سورتان منفصلتان مستقلتان{[30555]} .


[30554]:- (5) في م : "وهذا".
[30555]:- (1) تفسير الطبري (30/198).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِۦلَٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيۡفِ} (2)

وقوله : { إيلافِهِمْ } مخفوضة على الإبدال ، كأنه قال : لإيلاف قريش لإيلافهم ، رحلة الشتاء والصيف . وأما الرحلة فنُصبت بقوله : { إيلافِهِمْ } ، ووقوعه عليها .

وقوله : { رِحْلَةَ الشّتاءِ وَالصّيْفِ } يقول : رحلة قريش الرحلتين ، إحداهما إلى الشام في الصيف ، والأخرى إلى اليمن في الشتاء .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { رِحْلَةَ الشّتاءِ والصّيْفِ } قال : كانت لهم رحلتان : الصيف إلى الشام ، والشتاء إلى اليمن في التجارة ، إذا كان الشتاء امتنع الشأم منهم لمكان البرد ، وكانت رحلتهم في الشتاء إلى اليمن .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان { رِحْلَةَ الشّتاءِ وَالصّيْفِ } قال : كانوا تُجّارا .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الكلبيّ { رِحْلَةَ الشّتاء وَالصّيْفِ } قال : كانت لهم رحلتان : رحلة في الشتاء إلى اليمن ، ورحلة في الصيف إلى الشام .

حدثنا عمرو بن عليّ ، قال : حدثنا عامر بن إبراهيم الأصبهاني ، قال : حدثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة قال : ثني أبي ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس { إيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشّتاءِ وَالصّيْفِ } قال : كانوا يَشْتُون بمكة ، ويَصِيفون بالطائف .