{ لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف } قال ابن هشام : إيلاف قريش : إلفهم الخروج إلى الشام في تجارتهم ، وكانت لهم خرجتان : خرجة في الشتاء ، وخرجة في الصيف . قال : أخبرني أبو زيد الأنصاري أن العرب تقول : ألفت الشيء إلفا وآلفته إيلافا ، في معنى واحد ، وأنشدني لذي الرمة :{[7549]}
من المؤلفات الرمل إدماء حرة*** شعاع الضحى في لونها يتوضح
والإيلاف أيضا أن يكون للإنسان ألف من الإبل أو البقر أو الغنم ، أو غير ذلك ، ويقال : آلف فلان إيلافا ، قال الكميت بن زيد :{[7550]}
بعام يقول له المؤلفو***ن هذا المعيم لنا المرجل
والمعيم : العام الذي قل فيه اللبن ، والإيلاف أيضا أن يصير القوم ألفا . يقال : آلف القوم ، قال الكميت :
وآل مزيقياء غداة لا قوا***بني سعد بن ضبة مؤلفينا
والإيلاف أيضا أن يؤلف الشيء إلى الشيء فيألفه ويلزمه ، يقال : آلفته إياه إيلافا ، والإيلاف أيضا أن تصير ما دون الألف ألفا ، يقال : آلفته إيلافا ، انتهى . ولورود الإيلاف بهذه المعاني ظهر سر إيذانه بالمقيد منه بعد إطلاقه ، مع ما في الإيهام ثم التفسير من التفخيم والتقرير ، روى ابن جرير{[7551]} عن عكرمة قال : " كانت قريش قد ألفوا بصرى واليمن يختلفون إلى هذه في الشتاء ، وإلى تلك في الصيف " . وعن ابن زيد قال : كانت لهم رحلتان : الصيف إلى الشام ، والشتاء إلى اليمن ، في التجارة ، إذا كان الشتاء امتنع الشام منهم لمكان البرد ، وكانت رحلتهم في الشتاء إلى اليمن . وعن ابن عباس قال : " كانوا يشتون بمكة ، ويصيفون بالطائف " ، والأكثرون على الأول . واللام في قوله { لإيلاف } متعلق بقوله تعالى : { فليعبدوا رب هذا البيت } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.