وقوله : { إيلافهم } ، [ بدل ] ( {[77723]} ) من الأول( {[77724]} ) .
وقرأ يزيد بن القعقاع( {[77725]} )/ " إلفهم " جعله مصدر " ألفه إلفا " ( {[77726]} ) . وكذلك ذكرت أسماء بنت يزيد( {[77727]} ) أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ( {[77728]} ) .
وعن أبي أنه قرأ : [ إلافهم ]( {[77729]} ) ، وهما مصدران للثلاثي على فِعل وفِعال ، ومثله علم علما ، ولقيه لقاء ، وصمت صياما ، وكتبت كتاباً .
وأجاز( {[77730]} ) الفراء " إيلافهم " بالنصب على المصدر( {[77731]} ) .
وروي عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ " لإئلف " بهمزتين مكسورة وساكنة ، " إئْلفهم " كذلك [ أيضا ] ( {[77732]} ) ، أتى بهما( {[77733]} ) على الأصل ، وهو بعيد لا يجوز عند كثير من النحوين ، وهي لغة شاذة( {[77734]} ) ، وهما مصدران لآلف يؤلف .
وقد قرأ [ ابن عامر ] ( {[77735]} ) " لإلف " ، جعله مصدر ألف إلافا ، مثل( {[77736]} ) : كتب كتاب ، وصام صياما( {[77737]} ) .
وقوله : { رحلة الشتاء والصيف } منصوب " بإيلاف " ( {[77738]} ) .
وأجاز الفراء الخفض في رحلة على البدل من { إيلافهم } ( {[77739]} ) .
[ وتقديره ] ( {[77740]} ) : إيلافهم إيلاف رحلة .
قال( {[77741]} ) مجاهد في معنى { إيلافهم رحلة الشتاء والصيف } [ معناه ] ( {[77742]} ) : إيلافهم ذلك ، فلا تشق( {[77743]} ) عليهم رحلة شتاء ولا صيف " ( {[77744]} ) .
وقال ابن عباس { لإيلاف( {[77745]} ) قريش } ، أي : " نعمتي( {[77746]} ) على قريش " ٍ وقيل : معناه أن الله عجب نبيه من ذلك ، فالمعنى : اعجَب –يا محمد- لنعم الله على قريش في إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ، ثم يتشاغلون بذلم عن الإيمان بالله واتباعك( {[77747]} ) .
ودل على هذا المعنى قوله : { فليعبدوا رب هذا البيت } .
قال ابن زيد : معناه : صنعت بأصحاب الفيل ما صنعت لإلفة قرية ، أي : لئلا أفرقها( {[77748]} ) ، وهذا ( هو ) ( {[77749]} ) قول الأخفش المتقدم . وقال( {[77750]} ) ابن عباس : { إيلافهم رحلة الشتاء والصيف } ، أي : " لزومهم " ( {[77751]} ) . وعنه أيضا ( أنه قال ) ( {[77752]} ) : [ نهاهم ] ( {[77753]} ) الله عن الرحلة وأمرهم أن يعبدوا رب هذا البيت وكفاهم المؤنة ، وكانت( {[77754]} ) رحلتهم في الشتاء والصيف . فلم تكن لهم رحلة ( في )( {[77755]} ) شتاء ولا صيف ، فأطعمهم( {[77756]} ) الله جل وعز [ بعد ذلك ]( {[77757]} ) من جوع وآمنهم من خوف ، [ فألفوا ]( {[77758]} ) الرحلة ، فكانوا إذا شاؤوا [ ارتحلوا ]( {[77759]} ) وإذا شاؤوا أقاموا .
فكان ذلك من نعمة الله عليهم( {[77760]} ) .
قال عكرمة : كانت قريش قد ألفوا بصرى واليمن ، يختلفون إلى هذا في الشتاء ، وإلى هذه في( {[77761]} ) الصيف ، قال : فقوله : { فليعبدوا }( {[77762]} ) رب هذا البيت ، أمرهم أن يقيموا [ بمكة ] ( {[77763]} ) .
قال الضحاك : كانوا ألفوا( {[77764]} ) الارتحال في الغيظ( {[77765]} ) والشتاء : إلى الشام في الغيظ( {[77766]} ) ، وإلى اليمن في الشتاء . وهذا قول ابن زيد أيضا( {[77767]} ) .
وقال ابن عباس : " كانوا يشتون بمكة ، [ ويصفون ] ( {[77768]} ) بالطائف " ( {[77769]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.