فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِۦلَٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيۡفِ} (2)

وقوله : { إيلافهم } بدل من إيلاف قريش . و{ رِحْلَةَ } مفعول به لإيلافهم وأفردها ، ولم يقل رحلتي الشتاء والصيف لأمن الإلباس . وقيل : إن إيلافهم تأكيد للأوّل لا بدل ، والأوّل أولى . ورجحه أبو البقاء .

وقيل : إن رحلة منصوبة بمصدر مقدّر : أي ارتحالهم رحلة { الشتاء والصيف } وقيل : هي منصوبة على الظرفية والرحلة : الارتحال ، وكانت إحدى الرحلتين إلى اليمن في الشتاء لأنها بلاد حارّة ، والرحلة الأخرى إلى الشام في الصيف لأنها بلاد باردة . وروي أنهم كانوا يشتون بمكة ، ويصيفون بالطائف . والأوّل أولى ، فإن ارتحال قريش للتجارة معلوم معروف في الجاهلية والإسلام . قال ابن قتيبة : إنما كانت تعيش قريش بالتجارة ، وكانت لهم رحلتان في كل سنة : رحلة في الشتاء إلى اليمن ، ورحلة في الصيف إلى الشام ، ولولا هاتان الرحلتان لم يمكن بها مقام ، ولولا الأمن بجوارهم البيت لم يقدروا على التصرّف .

/خ4