لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَلَتُسۡـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (93)

قوله سبحانه وتعالى : { ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة } ، يعني : على ملة واحدة ودين واحد ، وهو دين الإسلام . { ولكن يضل من يشاء } ، يعني بخذلانه إياه عدلاً منه ، { ويهدي من يشاء } ، بتوفيقه إياه فضلاً منه ، وذلك مما اقتضته الحكمة الإلهية لا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون ، وهو قوله تعالى : { ولتسألن عما كنتم تعملون } ، يعني : في الدنيا ، فيجازى المحسن بإحسانه ، ويعاقب المسيء بإساءته أو يغفر له .