غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَلَتُسۡـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (93)

84

ثم بين أنه سبحانه قادر على أن يجمع المؤمنين والكافرين على الوفاء وسائر أبواب الإيمان ، ولكنه بحكم الإلهية : { يضل من يشاء ويهدي من يشاء } ، والمعتزلة حملوا المشيئة على مشيئة الإلجاء بدليل قوله : { ولتسئلن عما كنتم تعملون } ، ولو كانت أعمال العباد بخلق الله تعالى لكان سؤالهم عبثاً . أجابت الأشاعرة بأنه لا يسأل عما يفعل . روى الواحدي أن عزيراً قال : يا رب خلقت الخلق ، فتضل من تشاء وتهدي من تشاء . فقال : يا عزير أعرض عن هذا ، فأعاده ثانياً فقال : أعرض عن هذا وإلا محوت اسمك من النبوّة . قال المفسرون : لما نهاهم عن نقض مطلق الأيمان ، أراد أن ينهاهم عن نقض أيمان مخصوصة أقدموا عليها ، وهو نقض بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والدليل على هذا التخصيص قوله : { فتزلَّ قدم بعد ثبوتها } .

/خ100