فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَلَتُسۡـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (93)

{ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( 93 ) .

ثم بين سبحانه أنه قادر على أن يجمع المؤمنين والكافرين على الوفاء أو على الإيمان فقال : { وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } ، متفقة على الحق ، { وَلكِن } بحكم الإلهية { يُضِلُّ مَن يَشَاء } ، بخذلانه إياهم ، عدلا منه فيهم . { وَيَهْدِي مَن يَشَاء } ، بتوفيقه إياهم ، فضلا منه عليهم . { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون } ، ولهذا قال : { وَلَتُسْأَلُنَّ } يوم القيامة ، سؤال تبكيت ، لا سؤال استفسار وتفهم ، وهو المنفي في غير هذه الآية ، { عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ، من الأعمال في الدنيا لتجاوزوا عليها ، واللام في ليبين ، وفي لنسألن هذه الموطئة للقسم .