فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَلَتُسۡـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (93)

ثم بيّن سبحانه أنه قادر على أن يجمع المؤمنين والكافرين على الوفاء أو على الإيمان فقال : { وَلَوْ شَاء الله لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحدة } متفقة على الحق { ولكن } بحكم الإلهية { يُضِلُّ مَن يَشَاء } بخذلانه إياهم عدلاً منه فيهم { وَيَهْدِي مَن يَشَاء } بتوفيقه إياهم فضلاً منه عليهم { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْألُونَ } [ الأنبياء : 23 ] . ولهذا قال : { ولتسألن عما كنتم تعملون } من الأعمال في الدنيا ، واللام في { وليبينن لكم } وفي { ولتسألنّ } هما الموطئتان للقسم .

/خ96