لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{إِذۡ قَالَ لَهُۥ رَبُّهُۥٓ أَسۡلِمۡۖ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (131)

{ إذ قال له ربه أسلم } أي استقم على الإسلام واثبت عليه لأنه كان مسلماً لأن الأنبياء إنما نشؤوا على الإسلام والتوحيد ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : قال له ذلك حين خرج من السرب وذلك عند استدلاله بالكواكب والشمس والقمر واطلاعه على أمارات الحدوث فيها ، وافتقارها إلى محدث مدبر فلما عرف ذلك قال له ربه : أسلم { قال أسلمت لرب العالمين } أي قال إبراهيم : خضعت بالطاعة وأخلصت العبادة لمالك الخلائق ومدبرها ومحدثها . وقيل : معنى أسلم أخلص دينك وعبادتك لله واجعلها سليمة . وقيل : الإيمان من صفات القلب والإسلام من صفات الجوارح وإن إبراهيم كان مؤمناً بقلبه عارفاً بالله فأمره الله أن يعمل بجوارحه وقيل : معناه أسلم نفسك إلى الله تعالى وفوض أمرك إليه . قال : أسلمت أي فوضت أمري لرب العالمين . قال ابن عباس رضي الله عنهما : وقد حقق ذلك حيث لم يستعن بأحد من الملائكة حين ألقي في النار .