قوله تعالى : { إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ } : في " إذ " خمسةُ أوجهٍ أصَحُّها أنه منصوبٌ ب " قال أَسْلَمْتُ " ، أي : قال أسلمتُ وقتَ قولِ الله له أَسْلَمْ . الثاني : أنه بَدَلٌ من قوله " في الدنيا " . الثالث : أنه منصوبٌ باصطفيناه . الرابع : أنه منصوبٌ ب " اذكر " مقدَّراً ، ذكر ذلك أبو البقاء والزمخشري . وعلى تقدير كونِه معمولاً لاصطفيناه أو ل " اذكر " مقدرّاً يبقى قولُه " قال أسلمْتُ " غيرَ منتظم مع ما قبله ، إلا أنْ يُقدَّرَ حذفُ حرفِ عطفٍ أي : فقال ، أو يُجْعَلَ جواباً لسؤالٍ مقدَّرٍ أي : ما كان جوابُه ؟ فقيل : قال أسلَمْتُ ، الخامس : أبْعَدَ بعضُهم فجعله مع ما بعدَه في محلِّ نصبٍ على الحالِ والعاملُ فيه " اصطَفَيْناه " .
وفي قوله : { إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ } التفاتٌ إذ لو جاءَ على نَسَقِهِ لقيل : إذ قلنا ، لأنَّه بعدَ " ولقَدِ اصْطَفَيْناه " وعكسُه في الخروجِ من الغَيْبةِ إلى الخطابِ قولُه :
باتَتْ تَشَكَّى إليَّ النفسُ مُجْهِشَةً *** وقد حَمَلْتُكَ سبعاً بعدَ سَبْعينا
وقوله { لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } فيه من الفخامة ما ليس في قوله " لك " أو " لربّي " ، لأنه إذا اعترف بأنَّه ربُ جميعِ العالمينِ اعتَرَف بأنه ربُّه وزيادةٌ بخلافِ الأول فلذلك عَدَلَ عن العبارَتَيْنِ . وفيه قوله : " أَسْلْمِ " حَذْفُ مفعولٍ تقديرُه : أَسْلِمْ لربِّك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.