{ أسلم } انقد ، وأطع ، واستمسك بما شرعته .
{ إذ{[478]} قال له ربه أسلم{[479]} قال أسلمت لرب العالمين } لعل هذه الآية المباركة كالسبب لما قبلها أو كشاهد على ما ذكر من أنه لا يرغب عن ملته إلا من خسر نفسه ولقد شهد ربنا جل وعز وكفى به شهيدا أن خليله عليه السلام خاصم أباه وقومه في ذات الله . . . { قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين }{[480]} ، { وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين }{[481]} ، وعهد إلينا الكتاب الحق أن نتخذ منه عليه السلام وممن اتبعه قدوة { لقد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده . . . }{[482]} ، و{ إذ قال له ربه } -من باب الالتفات ولولا ذلك لكان حقه أن يقال : إذ قلنا له والأكثرون على أنه تعالى قال له ذلك قبل النبوة وقبل البلوغ ، وذلك عند استدلاله بالكوكب والقمر والشمس واطلاعه على أمارة الحدوث فيها فلما عرف ربه قال له أسلم فإنه لا يجوز له أن يقول له قبل . . . ولا يكون المراد منه نفس القول بل دلالة الدليل عليه كقولهم نطق الحال قال تعالى { أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون }{[483]} ، فجعل دلالة الكلام برهانا ، ويحتمل أن يكون هذا بعد النبوة والمراد استقامته على الإسلام وثباته عليه كقوله { فاستقم كما أمرت . . . }{[484]} - {[485]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.