فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِذۡ قَالَ لَهُۥ رَبُّهُۥٓ أَسۡلِمۡۖ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (131)

{ إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ، ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } .

{ إذ قال له ربه أسلم } يحتمل أن يكون متعلقا بقوله { اصطفيناه } أي اخترناه وقت أمرنا له بالإسلام ، ويحتمل أن يتعلق بمحذوف هو اذكر قال في الكشاف كأنه قيل اذكر ذلك الوقت ليعلم أنه المصطفى الصالح الذي لا يرغب عن ملة مثله ، وزاد أبو السعود وأنه ما نال ما نال إلا بالمبادرة للإذعان والانقياد لما أمره به وإخلاص سره ، قال ابن عباس : قال الله له ذلك حين خرج من السرب ، وذلك عند استدلاله بالكوكب واطلاعه على أمارات الحدوث فيها وافتقارها إلى محدث مدبر ، ومعنى { أسلم } انقد لله وأخلص دينك وعبادتك له أو استقام أو فوض أمورك إلى الله اذعن واطلع أو أثبت على ما أنت عليه من الإسلام { قال أسلمت لرب العالمين } أي فوضت أمري إليه ، قال ابن عباس : وقد حقق ذلك حيث لم يستعن بأحد من الملائكة حين ألقي في النار .