محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِذۡ قَالَ لَهُۥ رَبُّهُۥٓ أَسۡلِمۡۖ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (131)

ولما ذكر إمامته عليه السلام ، ذكر ما يؤتم به فيه ، وهو سبب اصطفائه وصلاحه ، وذلك دينه ، وما أوصى به بنيه ، وما أوصى به بنوه بنيهم سلفا عن خلف ، ولاسيما يعقوب عليه السلام المنوه بنسبة أهل الكتاب إليه فقال : { إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين 131 } .

{ إذ } أي اصطفيناه لأنه { قال له ربه أسلم } أي لربك ، أي انقد له ، وأخلص نفسك له . أو استقم على الإسلام ، واثبت على التوحيد { قال أسلمت لرب العالمين } وظاهر النظم الكريم أن القول حقيقيّ ، وليس في ذلك مانع ، ولا ما جاء ما يوجب تأويله . وقول بعضهم : هو تمثيل ، والمعنى : أخطر بباله دلائل التوحيد المؤدية إلى المعرفة الداعية إلى الإسلام ليس بشيء . ولا معنى لحمل شيء من الكلام على المجاز ، إذا أمكنت فيه الحقيقة بوجه ما .