لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَإِنَّ لَكُمۡ فِي ٱلۡأَنۡعَٰمِ لَعِبۡرَةٗۖ نُّسۡقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ كَثِيرَةٞ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ} (21)

قوله عزّ وجلّ { وإن لكم في الأنعام لعبرة } أي آية تعتبرون بها { نسقيكم مما في بطونها } أي ألبانها ووجه الاعتبار فيه أن اللبن يخلص إلى الضرع من بين فرث ودم بإذن الله تعالى ليس فيه منهما شيء فيستحيل إلى الطهارة وإلى طعم يوافق الشهوة والطبع ويصير غذاء ، وتقدّم بسط الكلام بما فيه كفاية في سورة النحل { ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون } يعني كما تنتفعون بها وهي حية فكذلك تنتفعون بها بعد الذبح للأكل .