محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَإِنَّ لَكُمۡ فِي ٱلۡأَنۡعَٰمِ لَعِبۡرَةٗۖ نُّسۡقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ كَثِيرَةٞ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ} (21)

{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً } أي تعتبرون بحالها وتستدلون بها { نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا } أي من الألبان { وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ } أي في ظهورها وأصوافها وشعورها ونتاجها { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } أي بخلقه وتسخيره وإلهامه . فله الحمد .

قال الزمخشري : والقصد بالأنعام أي الإبل ، لأنها هي المحمول عليها في العادة . وقرنها بالفلك التي هي السفائن ، لأنها سفائن البر .

قال ذو الرمة :

* سفينة بَرٍّ خَدِّي زِمامُها*

قال الشهاب : وجعل الإبل سفائن البر معروف مشهور . وهي استعارة لطيفة . وقد تصرفوا فيها تصرفات بديعة . كقول بعض المتأخرين :

لمن شجر قد أثقلتها ثمارها **** سفائن برّ والسَّراب بحارُها