غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِنَّ لَكُمۡ فِي ٱلۡأَنۡعَٰمِ لَعِبۡرَةٗۖ نُّسۡقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ كَثِيرَةٞ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ} (21)

قوله { وإن لكم في الأنعام لعبرة } قد مر في " النحل " . ولعل القصد بالأنعام ههنا . الإِبل خاصة لأنها هي المحمول عليها في العادة ولأنه قرنها بالفلك وهي سفائن البر كما أن الفلك سفائن البحر . وإنما قال في هذه السورة . { فواكه كثيرة } بالجمع بخلاف ما في " الزخرف " لتناسب قوله هنا { منافع كثيرة } لتناسب قوله { جنات } كما قال هنالك

{ فاكهة } [ الرحمن : 11 ] على التوحيد لتناسب قوله { تلك الجنة } [ مريم : 63 ] وإنما قال هنا في الموضعين { ومنها تأكلون } بزيادة الواو خلاف الزخرف لأن تقدير الآية : منها تدخرون ومنها تأكلون ومنها تبيعون ومنها ومنها ، وليس كذلك فاكهة الجنة فإنها للأكل فحسب فافهم . وأعلم أنه لما أنجر الكلام إلى ذكر الفلك أتبعه قصة نوح لأنه أول من الهم صنعتها ، وفيه أيضاً تمزيج القصص بدلائل التوحيد على عادة القرآن لأجل الاعتبار والتنشيط .

/خ30