الآية 21 : وقوله تعالى : { وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها } وفي{[13356]} سورة النحل : { مما في بطونها }( الآية 21 ) قال بعضهم : إنما ذكره على الفرد والوحدان ، وفي ما ذكره على التأنيث ( أراد به ){[13357]} الجمع . وقال بعضهم في ما ذكره بالتذكير أراد به جنسا من الأنعام : { نسقيكم مما في } بطونه ، وهذا أشبه . وقد ذكرنا هذا فيما تقدم . ثم قوله تعالى : { وإن لكم في الأنعام لعبرة }وجه{[13358]} العبرة فيها من وجهين : ( أحدهما ){[13359]} : ما قال ابن عباس ، وهو ما ذكر عز وجل { من بين فرث ودم }الآية ( النحل : 66 ) ففي ذلك عبرة ودلالة على وحدانيته وربوبيته وعلمه وقدرته وتدبيره ولطفه ، إذ ليس شيء منها إلا وفيه{[13360]} دلالة وحدانيته وربوبيته ودلالة علمه وقدرته وتدبيره .
والثاني{[13361]} : فيه أنه لم ينشىء هذه الأنعام لأنفسها ، ولكن أنشأها للبشر حين{[13362]} أخبر أنه سخرها لنا ليمتحنهم بها .
ثم اختلف في الأنعام : قال مقاتل الأنعام كل شيء يؤكل لحمه ، ويشرب لبنه . وما لا يؤكل لحمه ، ولا يشرب لبنه فليس من الأنعام . وقال أبو معاذ : إن من الأنعام ما لا يؤكل لحمه ، ولا يشرب لبنه . وقال بعضهم : الأنعام كل بهيمة حتى الوحش . والأشبه أن تكون الأنعام هي{[13363]} الإبل ، ولكنا لا نعلم حقيقة ، إنما هو اللسان ، فهو على ما يسميه أهل اللسان .
وقوله تعالى : { ولكم فيها منافع كثيرة } قيل : من الحمولة وغيرها ، وقد ذكرنا هذا في سورة النحل{[13364]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.