لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِ أَنِ ٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡيُنِنَا وَوَحۡيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسۡلُكۡ فِيهَا مِن كُلّٖ زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيۡهِ ٱلۡقَوۡلُ مِنۡهُمۡۖ وَلَا تُخَٰطِبۡنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ} (27)

{ فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا } يعني بمرأى منا قاله ابن عباس . وقيل بعلمنا وحفظنا لئلا يتعرض له أحد ولا يفسد عليه عمله { ووحينا } قيل : إن جبريل علمه عمل السفينة ووصف له كيفية اتخاذها { فإذا جاء أمرنا } يعني عذابنا { وفار التنور } قيل هو التنور الذي يخبز فيه وكان من حجارة ، وقيل التنور هو وجه الأرض والمعنى أنك إذا رأيت الماء يفور من التنور { فاسلك فيها } يعني فأدخل في السفينة { من كل زوجين اثنين } يعني من كل حيوان ذكر وأنثى { وأهلك } يعني وسائر من آمن بك { إلا من سبق عليه القول } يعني وجب عليه العذاب { منهم } يعني الكفار وقيل أراد بأهله أهل بيته خاصة والذي سبق عليه القول منهم هو ابنه كنعان { ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون } .