لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَٱلَّذِينَ لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِٱللَّغۡوِ مَرُّواْ كِرَامٗا} (72)

قوله تعالى { والذين لا يشهدون الزور } يعني الشرك وقيل هي شهادة الزور ( ق ) عن أبي بكر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا : بلى يا رسول الله قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين ، وكان متكئاً فجلس فقال ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت » وكان عمر بن الخطاب يجلد شاهد الزور أربعين جلدة ، ويسخم وجهه ويطوف به في الأسواق وقيل : لا يشهدون الزور يعني أعياد المشركين وقيل : الكذب وقيل : النوح وقيل لا يساعد أهل الباطل على باطلهم وقيل الزور اللهو واللعب والغناء . قال ابن مسعود : الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع . وأصل الزور حقيقة تحسين الشيء ووصفه بخلاف صفته فهو تمويه الباطل بما يوهم أنه حق { وإذا مروا باللغو } هو كل ما يجب أن يلغى ويترك { مروا كراماً } يعني إذا سمعوا من الكفار الشتم والأذى أعرضوا وصفحوا فعلى هذا التفسير ، تكون الآية منسوخة بآية القتال . وقيل : اللغو المعاصي كلها ، والمعنى إذا مروا بمجالس اللهو والباطل مروا كراماً أي مسرعين معرضين ، وهو أن ينزه المرء نفسه ويكرمها عن هذه المجالس السيئة .