غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلَّذِينَ لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِٱللَّغۡوِ مَرُّواْ كِرَامٗا} (72)

51

ثم وصفهم بأنهم لا يشهدون الزور . فإن كان من الشهادة فالمضاف محذوف أي لا يشهدون شهادة الزور ، وإن كان من الشهود الحضور فللمفسرين أقوال : فعن قتادة : هي مجالس الباطل . وعن أبي حنيفة : اللهو والغناء . وعن مجاهد : أعياد المشركين . وعن ابن عباس : هي المجالس التي يقال فيها الزور والكذب على الله تعالى وعلى رسوله . والتحقيق أنه يدخل فيه حضور كل موضع يجري فيه ما لا ينبغي كمحاضر الكذابين ومجالس الخطائين وكالنظارة إلى ما لم تسوغه الشريعة ، لأن الحضور والنظر إلى تلك المجالس دليل الإهانة وبعث لفاعله عليه لا زجر له عنه . وفي مواعظ عيسى بن مريم " إياكم ومجالسة الخطائين " { وإذا مروا باللغو } وهو كل ما ينبغي أن يلغى ويطرح { مرّوا كراماً } مكرمين أنفسهم عن الخوض فيه مع المشتغلين به . وأصل الكلمة من قولهم " ناقة كريمة " إذ كانت لا تبالي بما يحلب منها للغزارة ، فاستعير للصفح عن الذنب . ويقال : تكرم فلان عما يشينه إذا تنزه وأكرم نفسه عن ذلك . وقيل : إذا سمعوا من الكفار الشتم والأذى أعرضوا . وقيل : إذا ذكروا النكاح كفوا عنه .

/خ77