لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا} (74)

قوله عز وجل { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين } يعني أبراراً أتقياء فيقرون أعيننا بذلك قيل : ليس شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى زوجته ، وأولاده مطيعين لله عز وجل فيطمع أن يحلوا معه في الجنة فيتم سروره ، وتقر عينه بذلك وقيل : إن العرب تذكر قرة العين عند السرور والفرح وسخنة العين عند الغم والحزن . ويقال : دمع العين عند السرور والفرح بارد وعند الحزن حار وقيل معنى قرة العين أن يصادف قلبه من يرضاه ، فتقر عينه به عن النظر إلى غيره { واجعلنا للمتقين إماماً } يعني يقتدون في الخير بنا . وقيل : معناه نقتدي بالمتقين وتقتدي بنا المتقون وقال ابن عباس : اجعلنا أئمة هدى وقيل : معناه أنهم سألوا الله أن يبلغهم في الطاعات المبلغ الذي يشار إليهم فيه ويقتدي بهم . قال بعضهم : فيه دليل على أن الرياسة في الدين مطلوبة مرغوب فيها وقيل هذا من المقلوب معناه ، واجعل المتقين لنا إماماً واجعلنا مقتدين مؤتمين بهم .