ثم قال تعالى{[50500]} : } والذين لا يشهدون الزور }[ 72 ] ، يعني الشرك ، قاله الضحاك{[50501]} .
وقيل : المعنى : فإنه يرجع إلى الله رجوعا فيجازيه على توبته وعمله . والثاني ليس من الأول لأنه يراد به العبث ، والأول يراد به الرجوع عن الكفر ، والمعاصي .
وقال مجاهد{[50502]} الزور : الغناء{[50503]} ، أي : لا يسمعون الغناء{[50504]} ، وهو قول محمد بن الحنفية .
وقال ابن جريج : هو الكذب{[50505]} .
وقيل{[50506]} : إنهم كانوا إذا ذكروا النكاح كنّوا عنه .
وعن{[50507]} ابن عباس : أن الزور هنا أعياد المشركين وكنائسهم . والزور الباطل{[50508]} .
وعن ابن مسعود أنه قال : عدلت شهادة الزور بالشرك بالله . ثم قرأ الآية ، وروي مثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالها{[50509]} في خطبة{[50510]} له . تقديره : يشهدون الشهادة{[50511]} الزور .
وقيل{[50512]} : الزور : الكذب والخنا{[50513]} والسفه ، فهو في المعنى : لا يشهدون كل مشهد يكون فيه ذلك ، أي : لا يحضرونه ، وأصل الزور تحسين الشيء ووصفه بغير صفته{[50514]} ، حتى يخيل إلى من سمعه أو رآه{[50515]} أنه{[50516]} بخلاف ما هو به ، فالشرك يحسن عند متبعه ، والغناء كذلك ، وكذلك{[50517]} الكذب . فمعنى الآية على هذا المعنى : والذين لا يحضرون شيئا من الباطل .
ثم قال تعالى{[50518]} : { وإذا مروا باللغو مروا كراما }[ 72 ] ، أي : إذا مروا بمن يلغو عليهم من المشركين ويؤذيهم مروا كراما ، أي : أعرضوا عنهم وصفحوا .
وقيل معناه : إذا مروا في كلامهم بذكر النكاح كنوا عنه ، قاله مجاهد{[50519]} .
وقيل : المعنى{[50520]} : إذا مروا بما كان المشركون{[50521]} فيه من الباطل مروا منكرين له .
وقال الحسن{[50522]} : اللغو هنا المعاصي كلها ، واللغو{[50523]} في كلام العرب : كل ما يجب أن يلغى ويطرح من كلام ، أو فعل باطل .
وقيل{[50524]} : هذه الآية منسوخة بقتال المشركين ، لأنه أمرهم بعد ذلك إذا مروا باللغو الذي هو الشرك أن يقاتلوا أهله ، و{[50525]} إذا مروا باللغو الذي هو معصية أن يغيروه{[50526]} ، ولم يكونوا أمروا بذلك بمكة . ومعنى { مروا كراما }[ 72 ] ، أي : أكرموا أنفسهم عن الجلوس والخوض مع من يلغو .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.