لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ تَأۡخُذُهُمۡ وَهُمۡ يَخِصِّمُونَ} (49)

قال الله تعالى : { ما ينظرون } أي : ينتظرون { إلا صيحة واحدة } قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما :يريد النفخة الأولى { تأخذهم وهم يخصمون } أي : في أمر الدنيا من البيع والشراء ويتكلمون في الأسواق والمجالس وفي متصرفاتهم فتأتيهم الساعة أغفل ما كانوا عنها ، وقد صح في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوباً بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقى فيه ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها " أخرجه البخاري وهو طرف من حديث . ولمسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً فأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله فيصعق ويصعق الناس " اللقحة بفتح اللام وكسرها الناقة القريبة العهد من النتاج وقوله وهو يليط حوضه يعني يطينه ويصلحه ، وكذلك يلوط حوض إبله وأصله من اللوط . وقوله أصغى ليتاً الليت صفحة العنق وأصغى يعني أمال عنقه يسمع .