فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ تَأۡخُذُهُمۡ وَهُمۡ يَخِصِّمُونَ} (49)

فأجاب الله سبحانه عنهم بقوله : { مَا يَنظُرُونَ } أي : ما ينتظرون .

{ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً } وهي نفخة إسرافيل في الصور ، وهذه النفخة هي الأولى وهي نفخة الصعق التي يموت بها من كان موجودا على وجه الأرض ، وجعلوا منتظرين نظرا إلى قولهم متى تقع لأن من قال : متى يقع الشيء الفلاني يفهم من كلامه أنه ينتظر وقوعه .

{ تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } أي : يختصمون في ذات بينهم في البيع والشراء ونحوهما من أمور الدنيا ، ويتكلمون في الأسواق والمجالس وفي متصرفاتهم فتأتيهم الساعة أغفل ما كانوا عنها ، وقد صح هذا في الأحاديث الصحيحة وهي معروفة في كتب السنة{[1402]} ، وقرئ يخصمون بسكون الخاء وتخفيف الصاد من خصم يخصم والمعنى يخصم بعضهم بعضا وقرئ بإخفاء فتحة الخاء وتشديد الصاد وبإظهار فتحة الخاء وتشديد الصاد وبكسر الخاء وتشديد الصاد والأصل قي القراءات الثلاث يختصمون وقرأ أبي على الأصل والقراءات كلها سبعية .


[1402]:مسلم / 2954.