قوله : { مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } . قال ابن عباس : ما ينتظرون إلاّ الصيحة المعلومة يريد النفخة الأولى{[46337]} والتنكير للتكثير .
فإن قيل{[46338]} : هم ما كانوا ينتظرون بل كانوا يجزمون بعدمها .
فالجواب : المراد بالانتظار فعلهم لأنهم كانوا يفعلون ما يستحق به فاعله الهوان وتعجيل العذاب وتقريب الساعة لولا حكم الله وعلمه بأنهم لا يفوتونه أو يقال : لما لم يكن قولهم «متى » استفهاماً حقيقياً قال ينتظرون انتظاراً غير حقيقي لأن القائل متى يفهم منه الانتظار نظر لقوله .
ذكر في الصيحة أموراً تدل على عظمها :
وثانيها : قوله «واحدة » أي لا يحتاج معها إلى ثانية .
ثالثها : «تأخذهم » أي تَعْمُّهم بالأَخْذِ وتصلُ إلى مَنْ في الأرض مشارقِهَا ومَغَارِبها{[46339]} .
قوله : { وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } قرأ حمزة بسكون الخاء وتخفيف الصاد من خَصَم يَخْصِمُ . والمعنى يخصم بعضهم بعضاً فالمفعول محذوف{[46340]} ، وأبو عمرو وقالون بإخفاء فتحة الخاء ، وتشديد الصاد . ونافع وابن كثير وهشام كذلك إلا أنه بإخلاص فتحة الخاء ، والباقون بكسر الخاء{[46341]} وتشديد الصاد والأصل في القراءات الثلاث يَخْتَصمُونَ فأدغمت التاء في الصاد . فنافع وابن كثير وهشام نقلوا فتحتها إلى الساكن قبلها نقلاً كاملاً ، وأبو عمرو وقالون اختلسا حركتها تنْبِيهاً على أن الخاء أصلها السكون والباقون حذفوا حركتها فالتقى ساكنان كذلك فكسر ( وا ){[46342]} أولهما . فهذه أربع قراءات قرئ بها في المشهور ، وروي عن أبي عمرو وقالون سكون الخاء وتشديد الصاد فالنحاة يستشكلونها للجمع بين ساكنين على غير حَدِّيْهمَا .
وقرأ جماعة «يخِصِّمُونَ » بكسر الياء والخاء وتشديد الصاد وكسروا الياء إتباعاً{[46343]} . وقرأ أبيّ يَخْتَصِمُونَ على الأصل{[46344]} ، وقال أبو حيان وروي عنهما- أي عن أبي عمرو وقالون - سكون الخاء ، وتخفيف الصاد من خَصَم{[46345]} . قال شهاب الدين : هذه هي قراءة حَمْزَةَ ولم يحكِها هو عنه ، وهذا يشبه قوله : { يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ }{[46346]} [ البقرة : 20 ] في البقرة و «لاَ يَهْدِّي »{[46347]} في يُونُس وقرأ ابن مُحَيْصِن «يرجعون » مبنيٍّا للمفعول{[46348]} .
قال عليه ( الصلاة و ) السلام : «لَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرجُلاَنِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا فَلاَ يِبِيعانِهِ وَلاَ يَطْوِيَانِهِ وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ الرَّجُلُ أَكْلَتَهُ إلَى فِيهِ{[46349]} فَلاَ يَطْعَمُها » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.