بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ تَأۡخُذُهُمۡ وَهُمۡ يَخِصِّمُونَ} (49)

فيقول الله تعالى : { مَا يَنظُرُونَ } بالعذاب { إِلاَّ صَيْحَةً واحدة } يعني : لا حظر لإهلاكهم ، فليس إلا صيحة واحدة { تَأُخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصّمُونَ } قرأ عاصم في رواية أبي بكر { يَخِصمُونَ } بكسر الياء والخاء . وقرأ نافع { يَخْصمُونَ } بنصب الياء ، وسكون الخاء . وقرأ الكسائي وعاصم في رواية حفص وابن عامر في إحدى الروايتين : بنصب الياء ، وكسر الخاء . وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو بنصب الياء والخاء . وقراءة حمزة :

{ يَخْصِمُونَ } بنصب الياء ، وجزم الخاء بغير تشديد . ومعناه : تأخذهم وبعضهم يخصم بعضاً . ومن قرأ بالتشديد . فالأصل فيه يختصمون فأدغمت التاء في الصاد ، وشددت . ومن قرأ : بنصب الخاء طرح فتحة التاء على الخاء . ومن قرأ بكسر الخاء ، فلسكونها ، وسكون الصاد . وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص : لينفخن في الصور ، والناس في طرقهم ، وأسواقهم ، حتى أن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان ، فما يرسله واحد منهما ، حتى ينفخ في الصور ، فيصعق به ، وهي التي قال الله تعالى : { مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحدة تَأُخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصّمُونَ } قال الفقيه أبو الليث رحمه الله : وأخبرني الثقة بإسناده عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «تَقُومُ السَّاعَةُ والرَّجُلانِ يَتَبَايَعَانِ الثَّوْب ، فَلا يَطْوِيَانِهِ ، وَلا يَتَبايَعَانِهِ . وَتَقُومُ السَّاعَةُ ، وَالرَّجُلُ يَحْلُبُ النَّاقَةَ ، فَلا يَصِلُ الإنَاءُ إلَى فِيه . وَتَقُومُ السَّاعَةُ وَهُوَ يَلُوطُ الْحَوْضَ ، فَلا يَسْقِيَ فِيهِ » .