لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلَّآ أَنۡ ءَامَنَّا بِـَٔايَٰتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتۡنَاۚ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَتَوَفَّنَا مُسۡلِمِينَ} (126)

{ وما تنقم منا } وما تكره منا وما تطعن علينا وقال عطاء : معناه وما لنا عندك من ذنب تعذبنا عليه { إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا } ثم فزعوا إلى الله تعالى وسألوه الصبر على تعذيب فرعون إياهم فقالوا { ربنا أفرغ علينا صبراً } أي اصبب علينا صبراً كاملاً تاماً ولهذا أتى بلفظ التنكير يعني صبراً وأي صبر عظيم { وتوفنا مسلمين } يعني واقبضنا على دين الإسلام وهو دين خليلك إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : كانوا في أول النهار سحرة وفي آخر النهار شهداء . قال الكلبي : إن فرعون قطع أيديهم وأرجلهم وصلبهم غير أنه لم يقدر عليهم لقوله تعالى : { لا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون } .