بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلَّآ أَنۡ ءَامَنَّا بِـَٔايَٰتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتۡنَاۚ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَتَوَفَّنَا مُسۡلِمِينَ} (126)

قال تعالى : { وَمَا تَنقِمُ مِنَّا } يعني : وما تعيب علينا ، وما تنكر منا { إلا أن آمنا } بالله تعالى . ويقال : وما نقمتك علينا ولم يكن منا ذنب { إلا أن آمنا بآيات ربنا لَمَّا جَاءتْنَا } يعني : لما ظهر عندنا أنه حق .

ثم سألوا الله تعالى الصبر على ما يصيبهم لكي لا يرجعوا عن دينهم فقالوا : { رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا } يعني : أنزل علينا { صبرا } عند القطع والصلب ، ومعناه : ارزقنا الصبر وثبت قلوبنا حتى لا نرجع كفاراً { وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } على دين موسى . وروي عن عبيد الله بن عمير أنه قال : كانت السحرة أول النهار كفاراً فجرة ، وآخر النهار شهداء بررة . وقال بعض الحكماء : إن سحرة فرعون كانوا كفروا خمسين سنة فغفر لهم بإقرار واحد وبسجدة فكيف بالذي أقر وسجد خمسين سنة كيف لا يرجو رحمته ومغفرته ؟ .