ولذلك اتبعوه بقولهم : { وما تنقم } أي تنكر { منا } أي في فعلك ذلك بنا وتعيب علينا{[32966]} { إلا أن آمنا } أي إلا ما هو أصل المفاخر كلها وهو الإيمان { بآيات ربنا } أي التي عظمت بكونها صادرة{[32967]} عنه ولم يزل محسناً إلينا فوجب علينا شكره { لما } أي حين{[32968]} { جاءتنا } لم نتأخر عن معرفة الصدق المصدَّق{[32969]} ، وهذا يوجب الإكرام لا الانتقام ؛ ثم آذنوه بأنهم مقدمون على كل ما عساه أن يفعل به فقالوا : { ربنا } أي أيها المحسن إلينا القادر على خلاصنا { أفرغ } أي صب صباً غامراً { علينا } أي فيما تهددنا به هذا الذي قويته علينا { صبراً }{[32970]} أي كثيراً تغمرنا به كما يغمر الماء من يفرغ عليه حتى لا يروعنا ما يخوفنا به{[32971]} { وتوفنا } أي اقبض أرواحنا وافيه حال كوننا { مسلمين* } أي عريقين في الانقياد بالظاهر والباطن بدلائل الحق ، والظاهر أن الله تعالى أجابهم فيما سألوه تلويحاً بذكر الرب فلم يقدره{[32972]} عليهم لقوله تعالى{ أنتما ومن اتبعكما الغالبون }{[32973]}[ القصص : 35 ] ولم يأت في خبر يعتمد أنه قتلهم ، وسيأتي في آخر الحديد{[32974]} ، عن تاريخ ابن عبد الحكم ما هو صريح في خلاصهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.