لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَقُلِ ٱعۡمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (105)

قوله عز وجل : { وقل } أي قل يا محمد لهؤلاء التائبين { اعملوا } يعني لله بطاعته وأداء فرائضه { فسيرى الله عملكم } فيه ترغيب عظيم للمطيعين ووعيد عظيم للمذنبين فكأنه قال اجتهدوا في العمل في المستقبل فإن الله تعالى يرى أعمالكم ويجازيكم عليها { ورسوله والمؤمنون } يعني ويرى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون أعمالكم أيضاً .

أما رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم فباطلاع الله إياه على أعمالكم . وأما رؤية المؤمنين ، فبما يقذف الله عز وجل في قلوبهم من محبة الصالحين وبغض المذنبين { وستردون إلى عالم الغيب والشهادة } يعني : وسترجعون يوم القيامة إلى من يعلم سركم وعلانيتكم ولا يخفى عليه شيء من بواطنكم وظواهركم { فينبئكم } أي فيخبركم { بما كنتم تعملون } يعني في الدنيا من خير أو شر فيجازيكم عن أعمالكم .