قوله : { وَقُلِ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمؤمنون } فيه تخويف وتهديد : أي إن عملكم لا يخفى على الله ، ولا على رسوله ولا على المؤمنين ، فسارعوا إلى أعمال الخير ، وأخلصوا أعمالكم لله عزّ وجلّ ، وفيه أيضاً ترغيب وتنشيط ، فإن من علم أن عمله لا يخفى سواء كان خيراً أو شرّاً رغب إلى أعمال الخير ، وتجنب أعمال الشرّ ، وما أحسن قول زهير :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة *** وإن خالها تخفى على الناس تعلم
والمراد بالرؤية هنا : العلم بما يصدر منهم من الأعمال ، ثم جاء سبحانه بوعيد شديد فقال : { وَسَتُرَدُّونَ إلى عالم الغيب والشهادة } أي : وستردّون بعد الموت إلى الله سبحانه ، الذي يعلم ما تسرّونه وما تعلنونه ، وما تخفونه وما تبدونه . وفي تقديم الغيب على الشهادة : إشعار بسعة علمه عزّ وجلّ ، وأنه لا يخفى عليه شيء ، ويستوي عنده كل معلوم . ثم ذكر سبحانه ما سيكون عقب ردّهم إليه فقال : { فَيُنَبّئُكُمْ } أي : يخبركم { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } في الدنيا ، فيجازي المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته ، ويتفضل على من يشاء من عباده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.