وقوله سبحانه : { وَقُلِ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمؤمنون وَسَتُرَدُّونَ إلى عالم الغيب والشهادة } [ التوبة : 105 ] .
هذه الآية صيغتُها صيغةُ أمْرٍ مضمَّنها الوعيدُ ، وقال الطبري : المراد بها الذين اعتذروا من المتخلِّفين وتابوا .
قال ( ع ) : والظاهر أن المراد بها الذين اعتَذَروا ، ولم يتوبوا وهم المتوعَّدون ، وهم الذين في ضمير { أَلَمْ يَعْلَمُوا } ، ومعنى : { فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ } ، أي : موجوداً معرَّضاً للجزاء عليه بخَيْرٍ أو بِشَرٍّ .
وقال ابنُ العرَبِيِّ في «أحكامه » : قوله سبحانه : { وَقُلِ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ } هذه الآية نزلَتْ بعد ذكر المؤمنين ، ومعناها : الأمر ، أي : اعملوا بما يُرْضِي اللَّه سبحانه ، وأمَّا الآية المتقدِّمة ، وهي قوله تعالى : { قَدْ نَبَّأَنَا الله مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ } [ التوبة : 94 ] ؛ فإنها نزلت بعد ذكْر المنافقين ، ومعناها : التهديد ؛ وذلك لأن النفاق موضِعُ ترهيبٍ ، والإيمانُ موضعُ ترغيبٍ ، فقوبل أهْلُ كلِّ محلٍّ من الخطاب بما يليقُ بهم . انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.