وقوله تعالى : ( وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) اختلف فيه : قال بعضهم : ذلك في الذين تخلفوا[ في الأصل وم : تخلفون ] عن تبوك ، ثم ندموا ، وتابوا عن ذلك ، فتاب الله عليهم ، يقول : ( وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) أي إن عدتم إلى ما عنه تبتم ، وهو التخلف ، يطلع الله رسوله والمؤمنين على ذلك ( وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ) .
وقال بعضهم : الآية في المنافقين ، يقول : اعملوا في ما نتافقون[ في الأصل وم : تستأنفون ] فإن الله يطلع رسوله والمؤمنين على نفاقكم ، فتفتضحون حين[ في الأصل وم : حيث ] يطلعون على سرائركم/222-أ/ وستردون إلى [ ما أعد لكم عالم ][ في الأصل : ما أعد لكم ، في م : عالم ] الغيب والشهادة ؛ أي تردون إلى ما أعد لكم عالم الغيب والشهادة ( فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) أي يجزيكم جزاء ما كنتم تعملون .
يُخَرَّج ذلك على الوعيد . وذكر في بعض الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد جنازة ، والمؤمنون أيضا شهدوها ، فأثنى عليها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت ، فقيل : يا رسول الله ما وجبت ؟ قال : الملائكة شهداء الله في السماء ، وأنتم شهداء الله في الأرض ، فإذا شهدتم وجبت ثم قرأ قوله : ( وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) فإن ثبت هذا ففيه دلالة جواز الإجماع لأنه قال : الملائكة شهداء الله في [ السماء ، وأنتم شهداء الله في ][ من من ، ساقطة من الأصلي ] الأرض ، فإذا شهدتم وجبت ، فإذا [ شهد المؤمنون ][ في الأصل وم : شهدوا ] على شر فهو شر ، وإذا شهدوا على خير فهو خير . فعلى ذلك إذا شهدوا على حكم يلزم العمل به .
وقوله تعالى : ( وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) ليس على الأمر أن يقول لهم جميعا : اعملوا كذا ، ولكن أن[ ساقطة من م ] كل من يلقنه هذه الآية يتفكر فيها ، ويتدبر ، فلا يقدم على عمل لا يستحسنه أن يكون رسول الله والمؤمنون بحضرة[ في الأصل وم : بحضرته ] ، فإذا خلا به لا يعمله .
وكذلك قوله : ( قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين )[ الأنعام : 11 ] ليس على الأمر بالسير في الأرض ، ولكن على الأمر بالتفكر والتدبر في ما نزل بهم بالتكذيب ، وكذلك قوله : ( قل هو الله أحد )[ الإخلاص : 1 ] ، ليس على الأمر أن يقول لهم ذلك ، ولكن [ على أن ][ ساقطة من الأصل وم ] يتفكر كل فيه أنه واحد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.