صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُۥ} (4)

{ بلى } نجمعها ونؤلف بينها ونردها إلى أماكنها من الجسم كما كانت ؛ بعد تفرقها وصيرورتها رميها ورفاتا حيثما كانت . { قادرين } حال من فاعل الفعل المقدر بعد " بلى " أي نجمعها قادرين . { على أن نسوي بنانه } أي نجعلها مستوية الخلق . يقال : سوى الشيء ، أي جعله سويا أي مستويا . والبنان : الأصابع أو الأنامل ؛ جمع بنانة . ويقال لكل مفصل منها : بنانة . أي قادرين على أن نجعل أصابعه أو أنامله بعد جمعها وتأليفها خلقا سويا كما كانت قبل الموت . وخصت بالذكر لأنها آخر ما يتم به الخلق ؛ فذكرها يدل على تمام خلق سائر الأعضاء . أو قادرين على أن نسوي ونضم سلامياته ، مع صغرها ولطافتها ؛ كما كانت في الحياة الأولى فكيف بالعظام الكبار ! ؟

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُۥ} (4)

{ بلى قادرين } أي نقدر ، استقبال صرف إلى الحال ، قال الفراء { قادرين } نصب على الخروج من نجمع ، كما تقول في الكلام أتحسب أن لا نقوى عليك ؟ بلى قادرين على أقوى منك ، يريد : بل قادرين على أكثر من ذا . مجاز الآية : بلى نقدر على جمع عظامه وعلى ما هو أعظم من ذلك ، وهو { على أن نسوي بنانه } أنامله ، فنجعل أصابع يديه ورجليه شيئاً واحداً كخف البعير وحافر الحمار ، فلا يرتفق بها بالقبض والبسط والأعمال اللطيفة كالكتابة والخياطة وغيرها . هذا قول أكثر المفسرين . وقال الزجاج وابن قتيبة : معناه : ظن الكافر أن لا نقدر على جمع عظامه ، بلى نقدر على أن نعيد السلاميات على صغرها ، فنؤلف بينها حتى نسوي البنان ، فمن قدر على جمع صغار العظام فهو على جمع كبارها أقدر .