وقوله عز وجل : { بَلَى قَادِرِينَ على أَن نُّسَوِّيَ بَنانَهُ } .
جاء في التفسير : بلى نقدر على أن نسوي بنانه ، أي : أن نجعل أصابعه مصمّتة غير مفصلة كخف البعير ، فقال : بلى قادرين على أن نعيد أصغر العظام كما كانت ، وقوله : «قادرين » نصبت على الخروج من «نجمع » ، كأنك قلت في الكلام : أتحسب أن لن نقوى عليك ، بلى قادرين على أقوى منك . يريد : بلى نقوى قادرين ، بلى نقوى مقتدرين على أكثر من ذا . ولو كانت رفعا على الاستئناف ، كأنه قال : بلى نحن قادرون على أكثر من ذا كان صوابا .
وقول الناس : بلى نقدر ، فلما صرفت إلى قادرين نصبت خطأٌ ؛ لأن الفعل لا ينصب بتحويله من يفعل إِلى فاعل . ألا ترى أنك تقول : أتقوم إلينا ؛ فإن حولتها إلى فاعل قلت : أقائم ، وكان خطأ أن تقول : أقائما أنت إِلينا ؟ وقد كانوا يحتجون بقول الفرزدق :
على قسَمٍ لا أشتم الدهر مسلما *** ولا خارجا مِنْ فيَّ زورُ كلام
فقالوا : إنما أراد : لا أشتم ، ولا يخرج ، فلما صرفها إلى خارج نصبها ، وإِنما نصب لأنه أراد : عاهدتُ ربي لا شاتما أحدا ، ولا خارجاً من فيَّ زور كلام . وقوله : لا أشتم في موضع نصب [ 115/ب ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.