الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُۥ} (4)

( بلى قادرين على أن نسوي بنانه )

بل {[71767]}نقدر على أعظم من ذلك, وهو أن نسوي أصابع يديه ورجليه فنجعلها شيئا واحدا [ كخُِّف ] {[71768]} البعير, وحافر الحمار, فلا يقدر أن يأكل بيديه ويرجع إلى الأكل بفمه كالبهائم, ولكن ( الله ) {[71769]} فرق {[71770]}أصابع يديه ورجليه ليتناول بها ويفضي {[71771]}إذا شاء, هذا معنى قول ابن عباس {[71772]} وغيره من المفسرين . ونصب ( قادرين ) على الحال, أي : بلى, نجمعها {[71773]} في حال قدرة على تسوية بنانه . هذا قول سيبوبه {[71774]} .

وقيل : التقدير : بل {[71775]}نقدر, فلما وقع ( [ قادرين ] {[71776]} ) في موضع " نقدر " , نصب على الحال {[71777]} .

وهذا غلط, لأنه يلزم أن يقول : " قائما زيد " [ بنصب ] {[71778]} " قائم " إذا رفع " زيدا " بفعله, لأنه في موضع " يقوم " {[71779]} . وقال الفراء : تقديره : بلى, نقوى على ذلك قادرين {[71780]} .


[71767]:- أ: بلى.
[71768]:- م: كفخذ.
[71769]:- ساقط من أ.
[71770]:- أ: فوق.
[71771]:- أ: ويقبض.
[71772]:- جامع البيان 29/175-76. حيث أخرجه أيضا ابن جبير وعكرمة والحسن ومجاهد وقتادة والضحاك.
[71773]:- أ: نجعلها..
[71774]:- الكتاب 1/346 قال سيبويه: "حدثنا بذلك يونس". وقد وقع تحريف في النسخة التي حققها الأستاذ هارون رحمه الله تعالى ط: 3، 1408ﻫ-1988م. فجاء فيها: "وأما قوله جل وعز {بلى قادرين} فهو على الفعل الذي أظهر كأنه قال: بلى نجمعهما قادرين". والصحيح أنه "الفعل الذي أضمر". كما ذكره مكي في إعرابه 2/777 عن سيبويه قال: "هو نصب على الحال من فاعل في فعل مضمر تقديره: "بلى نجمعهما قادرين". وهو ما يؤكده القرطبي في تفسيره: 19/93-94. وقد ذهب مذهب سيبويه كل من الطبري في جامع البيان: 29/176 والزجاج في معانيه 5/251 وابن الأنباري في إعرابه 2/476.
[71775]:- أ: بلى.
[71776]:- في جميع النسخ: "قادر" والتصويب من إعراب النحاس 5/79..
[71777]:- حكاه الطبري في جامع البيان 29/176 عن بعضهم ولم يسمهم..
[71778]:- م: ينصب.
[71779]:- انظر جامع البيان 29/176 وإعراب النحاس 5/79 وإعراب مكي 2/777.
[71780]:- انظر معاني الفراء 3/208 وزاد: "بلى نقوى مقتدرين على أكثر من ذا". وحكاه الطبري في جامع البيان 29/176 عن بعض نحويي الكوفة..