صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{لَا ٱلشَّمۡسُ يَنۢبَغِي لَهَآ أَن تُدۡرِكَ ٱلۡقَمَرَ وَلَا ٱلَّيۡلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِۚ وَكُلّٞ فِي فَلَكٖ يَسۡبَحُونَ} (40)

{ لا شمس ينبغي لها أن تدرك القمر } أي لا يصح له أن تدرك القمر في مسيرته فتجتمع معه في الليل ؛ لأنه تعالى حدد لكل منهما وقتا معينا يظهر فيه سلطانه ؛ فلا يدخل أحدهما في سلطان الآخر ، بل يتعاقبان ، وإلا لاختل تكون النبات وتدبيره عيش الإنسان والحيوان . { ولا الليل سابق النهار } أي ولا آية الليل – وهي القمر – تسبق آية النهار – وهي الشمس - ، بحيث يظهر سلطانه في وقت ظهور سلطانها . { وكل في فلك يسبحون } يدورون . حكى ابن حزم وابن الجوزى وغيرهما الإجماع على أن السموات كرية مستدير ؛ استدلالا بهذه الآية . وخالف في ذلك جماعة من أهل الجدل .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{لَا ٱلشَّمۡسُ يَنۢبَغِي لَهَآ أَن تُدۡرِكَ ٱلۡقَمَرَ وَلَا ٱلَّيۡلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِۚ وَكُلّٞ فِي فَلَكٖ يَسۡبَحُونَ} (40)

{ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر } المعنى لا يمكن الشمس أن تجتمع مع القمر بالليل فتمحو نوره ، وهكذا قال بعضهم ويحتمل أن يريد أن سير الشمس في الفلك بطيء فإنها تقطع الفلك في سنة وسير القمر سريع ، فإنه يقطع الفلك في شهر والبطيء لا يدرك السريع .

{ ولا الليل سابق النهار } : يعني أن كل واحد منهما جعل الله له وقتا موقتا واحدا معلوما لا يتعداه فلا يأتي الليل حتى ينفصل النهار ، كما لا يأتي النهار حتى ينفصل الليل ، ويحتمل أن يريد أن آية الليل وهي القمر لا تسبق آية النهار وهي الشمس : لا تجتمع معه فيكون المعنى كالذي قيل : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر } [ يس :40 ] فحصل من ذلك أن الشمس لا تجتمع مع القمر وأن القمر لا يجتمع مع الشمس .

{ وكل في فلك يسبحون } ذكر في الأنبياء .