جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَا ٱلشَّمۡسُ يَنۢبَغِي لَهَآ أَن تُدۡرِكَ ٱلۡقَمَرَ وَلَا ٱلَّيۡلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِۚ وَكُلّٞ فِي فَلَكٖ يَسۡبَحُونَ} (40)

{ لا الشمس ينبغي لها } يصح لها ، ويَتَسَهّل عليها { أن تدرك القمر } : فتجتمع معه في وقت واحد وتداخله في سلطانه ، فتطمس نوره{ ولا الليل سابق النهار } أي : ولا يطلع القمر بالنهار ، وله ضوء يطمس نور الشمس فسلطانها بالنهار وسلطانه بالليل لا يدخل أحدهما في سلطان الآخر قبل القيامة ، فعلى هذا المراد من الليل والنهار آيتاهما وهما النيران ، أو المراد لا يدخل النهار على الليل قبل انقضائه ولا يدخل الليل على النهار . أيضا متعاقبان بحساب معلوم إلى يوم القيامة ، أو المراد أنها لا تجتمع معه في فلك واحد ، ولا يتصل ليل بليل لا يكون بينهما نهار { وكل في فلك يسبحون{[4249]} } أي : وكلهم ، والضمير لهما ولسائر النجوم فإن ذكرهما مشعر بها أو لهما لاختلاف مطالعها كأنهما شموس وأقمار ، ولإطلاق السباحة التي هي للعقلاء جُمعا بالواو والنون


[4249]:وليست السباحة من خواص ذوي العقول، وهما لاختلاف مطالعها كأنها شموس وأقمار فلهذا قال: كل ويسبحون، وظاهر القرآن أن لنفسهما سيرا وسباحة، والعلم عند الله/ 12 وجيز. وفي الفتح قال العماد ابن كثير في البداية والنهاية: وحكى ابن حزم وابن الجوزي وغير واحد الإجماع على أن السماوات كروية مستديرة واستدل عليه بهذه الآية: قال الحسن: يدورون، وقال ابن عباس: في فلكة مثل فلكة المغزل. قالوا: ويدل على ذلك أن الشمس تغرب كل ليلة من المغرب، ثم تطلع في آخرها من المشرق قال ابن حجر: حكى الإجماع على أن السماوات مستديرة جمع، وأقاموا عليه الأدلة وخالف في ذلك فرق يسيرة من أهل الجدل/ 12 فتح.