الآية 40 وقوله تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار } جائز أن يكون ذكر الشمس ههنا كناية عن نفسه والقمر كناية عن الليل . ألا ترى أنه ذكر الليل والنهار على إثر ذلك [ حين قال ]{[17466]} : { ولا الليل سابق النهار } يخبر أنه لا يدرك هذا هذا ولا سابق{[17467]} لهذا .
[ وجائز أن ]{[17468]} يكون ذكرهما كناية عن الليل والنهار ، ولكن على بيان حقيقة{[17469]} ألا يدرك /446-ب/ ضوء هذا هذا [ ولا ضوء هذا هذا ]{[17470]} فيغلبه ، ولكن يكون هذا في وقت ، وهذا في وقت آخر ، لا يجتمعان في وقت واحد ، أو يذكر أنه لا يُغلّب{[17471]} هذا على هذا ما دام في سلطانه ، ولا هذا ما دام سلطانه قائما ، يخبر عن قدرته وعلمه وتدبيره .
وأما قدرته فهي{[17472]} وما ذكر من تقدير الشمس والقمر والليل والنهار وحفظهما حتى لا يغلب أحد صاحبه ، فيذهب به ، دل حفظه وما ذكر [ من تقديره ]{[17473]} إياهما على ما قدر أنه إنما كان بقدرة ذاتية .
ودلّ إجراؤه إياهما على مجرى واحد وسنن واحد منذ أنشأهما ، وقدّرهما إلى آخر ما ينتهي إليه هذا العالم أنه كان بعلم ذاتي وتدبير أزلي لا مستفاد ولا مكتسب .
وهذا ينقض على الثنوية مذهبهم أن منشئ الظلمة غير منشئ النور ، لأنه لو كان اثنين على ما يقولون لكان إذ غلب هذا هذا ، وجاز سلطانه ، منعه من أن يأتي الآخر . فإذا لم يكن دل أنه فعل واحد لا عدد .
وقوله تعالى : { وكل في فلك يسبحون } يعني الشمس والقمر . قال بعضهم : أي في دورانه واستدارته يجرون على ما ذكرنا ، لا يمنع هذا هذا . وعلى هذا التأويل هو الدوران الذي تدور عليه الشمس والقمر .
وقال بعضهم : إن تحت السماء في الهواء بحر مكفوف ، فيه تطلع الشمس ، وفيه تغرُب . وكذلك القمر . فإن كان على هذا فيكون قوله : { في فلك يسبحون } على حقيقة السباحة والعومة . ويروى في ذلك خبر على ما ذكرنا .
وقال القتبي وأبو عوسجة : { نسلخ } أي نُخرج ، والعرجون : عرجون النخلة مثل العنقود من العنب ، والعراجين جماعة { يسبحون } من السباحة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.