ثم قال تعالى {[56673]} : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر } أي : لا ينبغي ولا يمكن للشمس {[56674]} أن تدرك القمر فيذهب ضوؤه بضوئها ( فتكون الأوقات كلها نهارا .
{ ولا الليل سابق النهار } : أي : ليس يفوته بظلمته ) {[56675]} ، فتكون الأوقات كلها مظلمة {[56676]} ليلا وفي هذا لو كان إبطال التدبير الذي بنيت عليه الدنيا {[56677]} ، ألا ترى أن الدنيا إذا ذهبت وزال تدبير الشمس والقمر جمع بينهما . قال الله جل ذكره {[56678]} في حال يوم القيامة : { وجمع الشمس والقمر } {[56679]} ، ففي جمعهما زوال تدبير الدنيا بنهار بعد ليل وليل بعد نهار ، فليس في الآخرة ليل يدخل على النهار ، ولا شمس ولا قمر ، وذلك تدبير آخر ، تبارك الله أحسن الخالقين .
قال الضحاك : معناه إذا طلعت الشمس لم يكن للقمر ضوء ، وإذا طلع القمر لم يكن للشمس ضوء {[56680]} . وهو معنى قول ابن عباس {[56681]} .
قال قتادة : لكل ( حد ) {[56682]} وعلم لا يعدوه ولا يقصر دونه ، إذا جاء سلطان هذا ذهب هذا {[56683]} .
وعن ابن عباس في الآية : إذا اجتمعا في السماء كان أحدهما بين يدي الآخر ، وإذا غابا غاب أحدهما بين يدي الآخر {[56684]} .
وقيل المعنى : إن القمر في السماء الدنيا والشمس في السماء الرابعة فلا يدرك أحدهما الآخر {[56685]} .
وقيل : المعنى : إن سير القمر سير سريع ، والشمس سيرها بطيء فهي لا تدركه {[56686]} .
وسئل ابن عمر ، فقيل له {[56687]} : ما بال الشمس تصلان أحيانا ، وتبرد أحيانا ؟ فقال : أما في الشتاء فهي في السماء السابعة تحت عرش الرحمن وأما في الصيف فهي في السماء الخامسة ، قيل له : ما كنا نظن إلا أنها في هذه السماء قال : لو كانت كذلك ما قام لها شيء إلا أحرقته .
وقوله : { ولا الليل سابق النهار } استدل به بعض العلماء على أن النهار مخلوق قبل الليل وأن الليل لم يسبقه بالخلق {[56688]} .
وقيل : المعنى : إن كل واحدنهما يجيء في وقته ولا يسبق صاحبه {[56689]} .
ثم قال : { وكل في فلك يسبحون } أي {[56690]} : وكل ما ذكرنا من الشمس والقمر والليل والنهار في فلك يجرون .
قال ابن عباس : في فلك كفلك المغزل {[56691]} وجاء يسبحون بالواو لأنه لما أخبر عنهن بلفظ من يعقل أجرى ضميرهم مجرى ضمير من يعقل ولم يقل يسبحن ، ولو قيل لحسن ، ولكن جاء على هذا المعنى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.