صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِينَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِي لَمۡ تَمُتۡ فِي مَنَامِهَاۖ فَيُمۡسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيۡهَا ٱلۡمَوۡتَ وَيُرۡسِلُ ٱلۡأُخۡرَىٰٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمًّىۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (42)

{ الله يتوفى الأنفس } أي يقبض الأرواح حين الموت ، وحين النوم ؛ بأن يقطع تعلقها بالأجسام تعلق التصرف ظاهرا وباطنا في الموت ، وظاهرا فقط في النوم . { فيمسك التي قضى عليها الموت } أي لا يردها إلى البدن{ ويرسل الأخرى } إلى بدنها عند اليقظة{ إلى أجل مسمى } وهو الوقت المحدود للموت . ومن قدر على ذلك قدر لا محالة على البعث .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِينَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِي لَمۡ تَمُتۡ فِي مَنَامِهَاۖ فَيُمۡسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيۡهَا ٱلۡمَوۡتَ وَيُرۡسِلُ ٱلۡأُخۡرَىٰٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمًّىۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (42)

{ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها } هذه الآية اعتبار ومعناها أن الله يتوفى النفوس على وجهين :

أحدهما : وفاة كاملة حقيقية وهي الموت .

والآخر : وفاة النوم لأن النائم كالميت في كونه لا يبصر ولا يسمع ومنه قوله :

{ وهو الذي يتوفاكم بالليل } [ الأنعام :60 ] وتقديرها ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها .

{ فيمسك التي قضى عليها الموت } أي : يمسك الأنفس التي قضى عليها بالموت الحقيقي ومعنى إمساكها أنه لا يردها إلى الدنيا .

{ ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى } أي : يرسل الأنفس النائمة وإرسالها هو ردها إلى الدنيا ، والأجل المسمى هو أجل الموت الحقيقي ، وقد تكلم الناس في النفس والروح وأكثروا القول في ذلك بالظن دون تحقيق ، والصحيح أن هذا مما استأثر الله بعلمه لقوله : { قل الروح من أمر ربي } [ الإسراء :85 ] .