صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا} (46)

{ عشية أو ضحاها } العشية : من الزوال إلى الغروب . والضحى : البكرة إلى الزوال . والمراد : كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا بعد الإنذار إلا ساعة من نهار .

والله أعلم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا} (46)

لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها : عندما يرون يوم القيامة يظنون أنهم لم يقيموا إلا عشيةً من النهار أو وقت ضحاه .

إن يوم القيامة آت لا ريب فيه ، ويوم يراه هؤلاء المكذبون يحسبون أنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا مقدارَ عشية يوم أو ضحاه ، فما أقصرَ هذه الحياة التي يتقاتل عليها الناس ويلهثون وراءها !

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا} (46)

{ كأنهم } يعني كفار قريش ، { يوم يرونها } يعاينون يوم القيامة ، { لم يلبثوا } في الدنيا ، وقيل : في قبورهم ، { إلا عشيةً أو ضحاها } قال الفراء : ليس للعشية ضحى ، إنما الضحى اسم لصدر النهار ، ولكن هذا ظاهر من كلام العرب أن يقولوا : آتيك العشية أو غداتها ، إنما معناه : آخر يوم أو أوله ، نظيره : قوله { يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار }( الأحقاف- 35 ) .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا} (46)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم نعت ذلك اليوم فقال: {كأنهم يوم يرونها} الساعة يظنون أنهم {لم يلبثوا} في الدنيا ونعيمها {إلا عشية} وهي ما بين صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس {أو ضحاها} يقول: أو ما بين طلوع الشمس إلى أن ترتفع الشمس، على قدر عشية الدنيا أو ضحا الدنيا...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول جلّ ثناؤه: كأن هؤلاء المكذّبين بالساعة، يوم يرون أن الساعة قد قامت، من عظيم هولها، لم يلبثوا في الدنيا إلا عشية يوم، أو ضحا تلك العشية والعرب تقول: آتيك العشية أو غدَاتَها، وآتيك الغداةَ أو عشيتها، فيجعلون معنى الغداة، بمعنى أوّل النهار، والعشية: آخر النهار، فكذلك قوله: إلاّ عَشِيّةً أوْ ضُحاها إنما معناها إلا آخر يوم أو أوّله...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

فإن قلت: كيف صحت إضافة الضحى إلى العشية؟ قلت: لما بينهما من الملابسة لاجتماعهما في نهار واحد. فإن قلت: فهلا قيل: إلا عشية أو ضحى وما فائدة الإضافة؟ قلت: الدلالة على أن مدّة لبثهم كأنها لم تبلغ يوماً كاملاً، ولكن ساعة منه عشيته أو ضحاه؛ فلما ترك اليوم أضافه إلى عشيته...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ثم قرب تعالى أمر الساعة بإخباره أن الإنسان عن رؤيته إياها لم يلبث إلا عشية يوم أو بكرته، فأضاف الضحى إلى العشية من حيث هما طرفان للنهار، وقد بدأ بذكر أحدهما فأضاف الآخر إليه تجوزاً وإيجازاً...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

...المعنى أن ما أنكروه سيرونه حتى كأنهم أبدا فيه وكأنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار ثم مضت...

البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :

تقريب وتقرير لقصر مقامهم في الدنيا...

بدأ بذكر أحدهما، فأضاف الآخر إليه تجوّزاً واتساعاً، وحسن الإضافة كون الكلمة فاصلة...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{كأنهم} أي هؤلاء المنكرين لصحة الإنذار بها {يوم يرونها} أي يعلمون قيامها علماً هو كالرؤية ويرون ما يحدث فيها بعد سماع الصيحة وقيامهم من القبور من علمهم بما مر من زمانهم وما يأتي منه {لم يلبثوا} أي في الدنيا و في القبور {إلا عشية} أي من الزوال إلى غروب الشمس. ولما كانوا على غير ثقة من شيء مما يقولونه قال: {أو ضحاها} أي ضحى عشية من العشايا وهو البكرة إلى الزوال، والعشية ما بعد ذلك، أضيف إليها الضحى لأنه من النهار، ولإضافة تحصل بأدنى ملابسة، وهي هنا كونهما من نهار واحد، فالمراد ساعة من نهار أوله أو آخره، لم يستكملوا نهاراً تاماً ولم يجمعوا بين طرفيه...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها).. فهي من ضخامة الوقع في النفس بحيث تتضاءل إلى جوارها الحياة الدنيا، وأعمارها وأحداثها، ومتاعها، وأشياؤها، فتبدو في حس أصحابها كأنها بعض يوم.. عشية أو ضحاها! وتنطوي هذه الحياة الدنيا التي يتقاتل عليها أهلها ويتطاحنون. والتي يؤثرونها ويدعون في سبيلها نصيبهم في الآخرة. والتي يرتكبون من أجلها ما يرتكبون من الجريمة والمعصية والطغيان. والتي يجرفهم الهوى فيعيشون له فيها.. تنطوي هذه الحياة في نفوس أصحابها أنفسهم، فإذا هي عندهم عشية أو ضحاها. هذه هي: قصيرة عاجلة، هزيلة ذاهبة، زهيدة تافهة.. أفمن أجل عشية أو ضحاها يضحون بالآخرة؟ ومن أجل شهوة زائلة يدعون الجنة مثابة ومأوى! ألا إنها الحماقة الكبرى. الحماقة التي لا يرتكبها إنسان. يسمع ويرى!...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{يسئلونك على الساعة أيان مرساها} [النازعات: 42] باعتبار ظاهر حال السؤال من طلب المعرفة بوقت حلول الساعة واستبطاء وقوعها الذي يرمون به إلى تكذيب وقوعها، فأجيبوا على طريقة الأسلوب الحكيم، أي إن طال تأخر حصولها فإنها واقعة وأنهم يوم وقوعها كأنه ما لبثوا في انتظار إلا بعض يوم. والعشية: معبر بها عن مدة يسيرة من زمان طويل على طريقة التشبيه، وهو مستفاد من {كأنَّهم}، فهو تشبيه حالهم بحالة من لم يلبث إلا عشية، وهذا التشبيه مقصود منه تقريب معنى المشبَّه من المتعارف. وقوله: {أو ضحاها} تخيير في التشبيه على نحو قوله تعالى: {أو كصيب من السماء} في سورة البقرة (19). وفي هذا العطف زيادة في تقليل المدة لأن حصة الضحى أقصر من حصة العشية...

ومسوغُ الإِضافة أن الضحى أسبق من العشية إذ لا تقع عشية إلا بعد مرور ضحى، فصار ضحى ذلك اليوم يعرَّف بالإِضافة إلى عشية اليوم لأن العشية أقرب إلى علم الناس لأنهم يكونون في العشية بعد أن كانوا في الضحى، فالعشية أقرب والضحى أسبق...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا} (46)

{ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا } في قبورهم { إلا عشية أو ضحاها } أي نهارها استقصروا مدة لبثهم في القبور لما عاينوا من الهول

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا} (46)

" كأنهم يوم يرونها " يعني الكفار يرون الساعة " لم يلبثوا " أي في دنياهم ، " إلا عشية " أي قدر عشية " أو ضحاها " أي أو قدر الضحا الذي يلي تلك العشية ، والمراد تقليل مدة الدنيا ، كما قال تعالى : " لم يلبثوا إلا ساعة من نهار " [ الأحقاف : 35 ] . وروى الضحاك عن ابن عباس : كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا يوما واحدا . وقيل : " لم يلبثوا " في قبورهم " إلا عشية أو ضحاها " ، وذلك أنهم استقصروا مدة لبثهم في القبور لما عاينوا من الهول . وقال الفراء : يقول القائل : وهل للعشية ضحا ؟ وإنما الضحا لصدر النهار ، ولكن أضيف الضحا إلى العشية ، وهو اليوم الذي يكون فيه على عادة العرب . يقولون : آتيك الغداة أوعشيتها ، وآتيك العشية أو غداتها ، فتكون العشية في معنى آخر النهار ، والغداة في معنى أول النهار . قال : وأنشدني بعض بني عقيل :

نحن صَبَحْنَا عامرا في دارها *** جُرْداً تَعَادَى طَرَفَي نهارِها

عشيةِ الهلالِ أو سِرارِهَا

أراد : عشية الهلال ، أو سرار العشية ، فهو أشد من آتيك الغداة أو عشيها .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا} (46)

ولما أثبت أنه منذر ، وكان أخوف الإنذار الإسراع ، قال مستأنفاً محقراً لهم الدنيا مزهداً لهم فيها : { كأنهم } أي هؤلاء المنكرين لصحة الإنذار بها { يوم يرونها } أي يعلمون قيامها علماً هو كالرؤية ويرون ما يحدث فيها بعد سماع الصيحة وقيامهم من القبور من علمهم بما مر من زمانهم وما يأتي{[71566]} منه { لم يلبثوا } أي في الدنيا و{[71567]}في القبور { إلا عشية } أي من الزوال إلى غروب الشمس .

ولما كانوا على غير ثقة من شيء مما يقولونه قال : { أو ضحاها * } أي ضحى عشية من العشايا وهو البكرة{[71568]} إلى الزوال ، والعشية ما بعد ذلك ، أضيف إليها الضحى لأنه من النهار ، ولإضافة تحصل بأدنى ملابسة ، وهي هنا كونهما من نهار واحد ، فالمراد ساعة من نهار أوله أو آخره ، لم يستكملوا نهاراً تاماً ولم يجمعوا بين طرفيه ، وهذا كما قال صلى الله عليه وسلم " ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع{[71569]} " وهذا تعبير لنا بما نحسه تقريباً لعقولنا وإن كانت القاعدة أنه لا نسبة لما يتناهى إلى ما لا يتناهى-{[71570]} على أن الكفار أيضاً يستقصرون مدة لبثهم ، فكأنهم أصناف : بعضهم يقول : إن لبثتم إلا عشراً ، وبعضهم يقول : إن لبثتم إلا يوماً ، وبعضهم يتحير فيقول : اسأل العادين ، أو أن تلك أقوالهم ، والحق من ذلك هو-{[71571]} ما أخبر الله به غير مضاف إلى أقوالهم من أن ما مضى لهم في جنب ما يأتي كأنه ساعة من نهار بالنسبة إلى النهار الكامل-{[71572]} كما قال تعالى في سورة يونس عليه الصلاة والسلام

{ ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم }[ يونس : 45 ] على أن منهم من يقول ذلك أيضاً كما قال تعالى في سورة المؤمنين حين قال تعالى

{ كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا{[71573]} لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل العادين }[ المؤمنون : 112 – 113 ] وذلك بالنسبة إلى ما كشف لهم عن أنهم يستقبلونه مما{[71574]} لا آخر له أو أنهم لما نزعتهم نفحة إسرافيل عليه الصلاة والسلام بيد القدرة من قبورهم غرقاً نزعاً شديداً فقاموا ورأوا تلك الأهوال وعلموا ما يستقبلونه من الأوجال استقصروا{[71575]} مدة لبثهم قبل ذلك لأن من استلذ شيئاً استقصر مدته وهم استلذوا ذلك وإن كان من أمرّ المرّ في جنب لهم عن أنهم{[71576]} لاقوه ، فقد رجع آخرها بالقيامة على أولها ، والتف مفصلها بنزع الأنفس اللوامة على موصلها ، واتصلت بأول ما بعدها من جهة الخشية والتذكر فيا طيب متصلها ، فسبحان من جعله{[71577]} متعانق المقاطع والمطالع ، وأنزله رياضاً محكمة المذاهب والمراجع ، والله{[71578]} سبحانه وتعالى هو الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب{[71579]} .


[71566]:من ظ و م، وفي الأصل: أتى.
[71567]:من ظ و م، وفي الأصل: أو.
[71568]:من ظ و م، وفي الأصل: من أول النهار.
[71569]:أخرجه ابن ماجه في الزهد- باب مثل الدنيا.
[71570]:زيد من ظ و م.
[71571]:زيد من ظ و م.
[71572]:زيد من ظ و م.
[71573]:تكرر في الأصل فقط.
[71574]:من ظ و م، وفي الأصل: عما.
[71575]:من ظ و م، وفي الأصل: استقروا.
[71576]:زيد في الأصل و ظ: والله أعلم، ولم تكن الزيادة في م فحذفناها.
[71577]:من ظ و م، وفي الأصل: لصه.
[71578]:في ظ و م: الموفق.
[71579]:في ظ و م: الموفق.