بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا} (46)

ثم قال عز وجل : { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا } يعني : قيام الساعة { لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضحاها } يعني : كأنهم لبثوا في قبورهم مقدار عشية ، وهو قدر آخر النهار ، أو ضحاها وهو قدر أول النهار . ويقال : كأنهم لم يلبثوا في الدنيا ، إلا مقدار العشية ، أو مقدار الضحى . قرأ أبو عمرو في إحدى الروايتين { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ } بالتنوين ، والباقون بغير تنوين . فمن قرأ بالتنوين ، جعل من في موضع النصب . يعني : منذر الذي يخشاها . ومن قرأ بغير تنوين ، جعل من في موضع خفض . بالإضافة . والله الموفق بمنه وكرمه ، وصلى الله على سيدنا محمد .