{ كأنهم } قال البغوي : يعني : كفار قريش { يوم يرونها } أي : يعلمون قيام الساعة علماً هو كالرؤية ويرون ما يحدث فيها بعد سماع الصيحة وقيامهم من القبور مع علمهم بما مرّ من زمانهم وما أتى فيه { لم يلبثوا } أي : في الدنيا أو في القبور { إلا عشية } أي : من الزوال إلى غروب الشمس { أو ضحاها } أو ضحى عشية من العشايا وهو البكرة إلى الزوال ، والعشية بعد ذلك أضيف إليها الضحى ؛ لأنها من النهار ، والإضافة تحصل بأدنى ملابسة ، وهي هنا كونهما من نهار واحد ، فالمراد ساعة من نهار من أوّله أو آخره لم يستكملوا نهاراً تامّاً ، ولم يجمعوا بين طرفيه ، وهذا كما قال صلى الله عليه وسلم «ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع » .
فإن قيل : هلا قال : إلا عشية أو ضحى ، وما فائدة الإضافة ؟ أجيب : بأنّ ذلك للدلالة على أنّ مدة لبثهم كأنها لم تبلغ يوماً كاملاً ، ولكن ساعة منه عشيته أو ضحاه ، فلما ترك اليوم أضافه على عشيته فهو كقوله تعالى : { لم يلبثوا إلا ساعة من نهار } [ الأحقاف : 35 ] وحسن الإضافة وقوع الكلمة فاصلة .
تنبيه : قرأ { حديث موسى } ، { طوى } ، { طغى } ، { تزكى } ، { فتخشى } ، { وعصى } ، { يسعى } ، { فنادى } ، { الأعلى } ، { والأولى } ، { يخشى } ، { ما سعى } ، { طغى } ، { الدنيا } ، { المأوى } ، { عن الهوى } ، { المأوى } ، حمزة والكسائي بالإمالة محضة ، وورش وأبو عمرو بين وبين ، وقرأ ورش بالفتح وبين اللفظين . وقرأ { فأراه الآية الكبرى } ، { الطامّة الكبرى } { لمن يرى } ، { من ذكراها } ، أبو عمرو وحمزة والكسائي بالإمالة محضة ، وقرأ ورش بين اللفظين والباقون بالفتح في الجميع .
وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «من قرأ سورة والنازعات كان ممن حبسه الله تعالى في القبر والقيامة حتى يدخل الجنة قدر صلاة مكتوبة » حديث موضوع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.