صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (13)

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (13)

كذلك سخّر لكم جميع ما في السموات وما في الأرض ليوفّر لكم منافعَ الحياة ، وكل هذه النعم آياتٌ تدلّ على قدرته تعالى لقومٍ يتفكّرون في صنائع الله القدير .

ناظرَ طبيبٌ نصراني من أطباء الرشيد عليّ بن الحسين الواقدي المَرْوَزِيَّ ، في مجلس الرشيد فقال له : إن في كتابكم ما يدلّ على أن عيسى بن مريم جزءٌ من الله تعالى ، وتلا قوله : { إِنَّمَا المسيح عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولُ الله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ } [ النساء : 171 ] .

فقرأ الواقدي قوله تعالى : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض جَمِيعاً مِّنْهُ } ثم قال : إذنْ يلزم أن تكونَ جميع تلك الأشياء جزءاً من الله ! فانقطع الطبيب وأسلم . وفرح الرشيد بذلك فرحاً شديدا ، ووصَل الواقديَّ بصلةٍ فاخرة .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (13)

قوله تعالى : { الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون* وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض } ومعنى تسخيرها أنه خلقها لمنافعها . فهو مسخر لنا من حيث إنا ننتفع به ، { جميعاً منه } فلا تجعلوا لله أنداداً ، قال ابن عباس : ( جميعاً منه ) كل ذلك رحمة منه . قال الزجاج : كل ذلك تفضل منه وإحسان . { إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون* }

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (13)

وقوله { جميعا منه } أي كل ذلك تفضل منه وإحسان

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (13)

" وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه " يعني أن ذلك فعله وخلقه وإحسان منه وإنعام . وقرأ ابن عباس والجحدري وغيرهما " جميعا منه " بكسر الميم وتشديد النون وتنوين الهاء ، منصوبا على المصدر . قال أبو عمرو : وكذلك سمعت مسلمة يقرؤها " منه " أي تفضلا وكرما . وعن مسلمة بن محارب أيضا " جميعا منه " على إضافة المن إلى هاء الكناية . وهو عند أبي حاتم خبر ابتداء محذوف ، أي ذلك ، أو هو منه . وقراءة الجماعة ظاهرة . " إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (13)

{ وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض } يعني : الشمس والقمر والملائكة وبني آدم والحيوانات والنبات وغير ذلك .

{ جميعا منه } أي : كل نعمة فمن الله تعالى ، والمجرور في موضع الحال أو خبر ابتداء مضمر ، وقرأ ابن عباس فنة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (13)

ولما ذكر آية البحر لعظمتها ، عم بمنافع الخافقين دلالة على أنه ما خلق ذلك كله ، على عظمه إلا لنا ، تنبيهاً على أن الأمر عظيم فقال تعالى : { وسخر لكم } أي خاصة ولو شاء لمنعه { ما في السماوات } بإنزاله إليكم منبهاً على أنها بحيث لا يمكنكم الوصول إليه بوجه ، وأكد بإعادة الموصول ؛ لأن{[57996]} السياق للدلالة على عزته وحكمته الدالتين على توحده باستحقاق العبادة الذي هم له{[57997]} منكرون كما دلتا{[57998]} على توحده بالإيجاد والسيادة وهم معترفون بذلك بألسنتهم ، وأفعالهم{[57999]} أفعال من ينكره ، فقال : { وما في الأرض } وأوصلكم إليه ولو شاء لجعلكم كما في السماء لا وصول لكم إليه ، وأكد ما دل على ما مضى من العموم بقوله : { جميعاً } حال كون ذلك كله من أعيان تلك الأشياء ومن تسخيرها{[58000]} { منه } لا صنع لأحد غيره في شيء منه في ذلك ، قال الرازي في اللوامع : قال أبو يعقوب النهر جوري{[58001]} : سخر لك الكل لئلا يسخرك منها شيء ، وتكون مسخراً لمن سخر لك الكل وهو الله تعالى ، فإنه يقبح بالمخدوم أن يخدم خادمه ، وقال القشيري : ما من شيء من الأعيان الظاهرة إلا ومن-{[58002]} وجه للانسان به انتفاع ، فمن أن يستسخرك ما هو مسخر لك .

ولما صح أنه لا شريك له في شيء من الخلق لا من الذوات ولا من المعاني ، حسن جداً قوله ، مؤكداً لأن{[58003]} عملهم يخالفه : { إن في ذلك } أي الأمر العظيم وهو تسخيره {[58004]}لنا كل شيء في{[58005]} الكون { لآيات } أي دلالات{[58006]} واضحات على أنهم في الالتفات إلى غيره في ضلال مبين بعد تسخيره لنا ما لنا من الأعضاء والقوى على هذا الوجه البديع مع أن من هذا المسخر لنا ما هو أقوى منا { لقوم } أي ناس فيهم أهلية للقيام بما يجعل إليهم { يتفكرون * } أنه المتوحد باستحقاق{[58007]} الإلهية فلا{[58008]} يشركون به شيئاً .


[57996]:من مد، وفي الأصل: أن.
[57997]:من ظ ومد: وفي الأصل: لها.
[57998]:من ظ ومد، وفي الأصل: دالا.
[57999]:من مد، وفي الأصل و ظ: أفعال.
[58000]:من مد، وفي الأصل و ظ: تسخير.
[58001]:من مد وفي الأصل و ظ: المهر جورى.
[58002]:زيد من ظ ومد.
[58003]:زيد في الأصل: علمهم و، ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[58004]:من ظ ومد، وفي الأصل: لكل شيء من.
[58005]:من ظ ومد، وفي الأصل: لكل شيء من.
[58006]:من مد، وفي الأصل و ظ: ذلك الآيات.
[58007]:من ظ ومد، وفي الأصل: بالاستحقاقات.
[58008]:من ظ ومد، وفي الأصل:فلما.